دستور لكل زوجة
من الواضح أن هذه الوصية ، التي سنتحدث عنها في لقاء اليوم ، جامعة شاملة لكل ما تحتاج إليه الفتاة المسلمة في حياتها الزوجية من مكارم الأخلاق وحُسن العشرة وذكاء التصرف وجمال التعامل وأدب الخطاب ... إلخ ، وإذا ما تأملت الزوجة التقية ووعت هذه الوصية والتزمت بها ، فإنها ستكون حذرة من الوقوع في الأثم ومكفرات العشرة وكثرة اللعن وجحود الأحسان ونسيان الشكر وما إلى ذلك مما نهى عنه الأسلام في الحياة الزوجية والأسرية وهذا ما نرجوه من كل فتاة مقدمة على الزواج ومن كل أم تريد لأبنتها السعادة والخير والصلاح وأن يكُنً كزوجة وابنة (عوف الشيباني ) حيث جاء أن ( عوف بن ملحم الشيباني ) لما جهز ابنته ( الحارث بن عمر الكندي ) دخلت عليه أمها لتوصيها ، فقالت :
- أولاً – قالت - : أي بنية ، لو استغنت المرأة عن زوجها بغنى أبيها لكنت أغنى الناس عنه ، لكن النساء خُلقن للرجال كما لهن خُلق الرجال ، أي بنية ، إنك قد فارقتِ الجو الذي منه خرجتِ والعُش الذي فيه دُرجتِ إلى وكر لم تعرفيه وقرين لم تألفيه ، فأصبح بملكه عليك مليكاً ، فكوني له أمةً يكن لك عبداً ، وكوني له أرضاً يكن لك سماءً .
- ثانياً – قالت - : ( يا بنية أحملي عنًي عشراً تكون لكِ ذكراً وذخراً ، :
1 – الصحبة له بالقناعة
2- المعاشرة بحُسن السمع والطاعة
فإن من القناعة راحة للقلب ، ومن حُسن السمع والطاعة رضا الرب
3- تعهدي لموضع أنفه
4- تعهدي موضع عينه
فلا تقع عينه منك على شيءٍ قبيح ، ولا يشم منك إلا طيب ريح ، وإن الكحل أحسن الموجود والماء أطيب الطيب المفقود .
5- التعهد لوقت طعامه وشرابه
6- التعهد له عند منامه
فإن حرارة الجوع ملهبة وتنغيص النوم مغضبة
7- الأرعاء على حشمه وعياله
8- الأحتفاظ بماله
فإن الأحتفاظ بالمال حُسن التقدير ، والأرعاء على الحشم والعيال حسن التدبير .
9- لا تفشي له سراً
10- لا تعصي له أمراً
فإنك إن أفشيت سرََه لم تأمني غدره ، وإن عصيتي أمره أوغرتِ صدره .
- ثالثاً – قالت – : ( يا بنية ، أتقي الفرح لديه إن كان ترحاً ، والأكتئاب إذا كان فرحاً ، فإن الخصلة الأولى من التقصير والثانية من التكدير ، وكوني أشد ما تكون له مُوافقةً ، يكون أطول ما تكوني له مُرافقة ، وإعلمي – يا بنية – أنك لن تصلي إلى ما تحبين منه حتى تؤثري رضاه على رضاك وهواه على هواك في ما أحببت وكرهت ، والله يجيرك ويحفظك )
- رابعاً – لقد حدثنا التاريخ الأسلامي أن المرأة المسلمة سارت مع الرجل جنباً إلى جنب في الغزوات والمعارك ، ووقفت إلى جانبه في السلم والحرب ، وهذه ( أسماء بنت أبي بكر ) رضي الله عنهما – تقول عن نفسها : ( تزوجني الزبير بن العوام وما له من الأرض من مالٍ ولا مملوك ولا شيء غير فرشه ، فكُنت أعلف فرسه وأكفيه مؤنته وأسوسه ، وأدق النوى الناضحة ، وأستقي الماء ، وأخرز غربه ، وكُنت أنقل النوى في أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي على ثُلثي فرسخ ) .
- خامساً : ينبغي على المرأة المسلمة أن تعلم أن دين الأسلام قد أمر بطاعة الزوج إلا في معصية ، كما جعل الأسلام للمرأة أجراً بقدر طاعتها لزوجها ، وقدم طاعة زوجها على طاعة أبيها وأمها
منقوووووووووووووووووووووووووول