[url=][/url]بعد 30 عاما في الإقامة الجبرية و23 عاما من وفاته
إقامة متحف لرد اعتبار أول رئيس لمصر بعد إلغاء نظامها الملكي
</IMG>
</IMG>
راديو وتليفون وعصا وحزام الحج</IMG>كاتب بيان الثورة ينصف "نجيب"</IMG>لم يبق من عائلته سوى حفيده</IMG>شعبية كبيرة وكاريزما</IMG></IMG></IMG></IMG></IMG>حفيد محمد نجيب مع بعض مقتنيات المتحف
</IMG>
القاهرة - منى مدكور
شهدت القرية الفرعونية بمحافظة الجيزة المجاورة للعاصمة المصرية، السبت 27-10-2007 افتتاح متحف لمقتنيات اللواء محمد نجيب الذي تولى رئاسة مصر لمدة عامين (1952 – 1954) بعد إلغاء النظام الملكي، وإجبار الملك فاروق على التنازل عن العرش والرحيل عن مصر.
وهذه هي المرة الأولى منذ أن عزله زملاؤه في مجلس قيادة الثورة عام 1954 عن منصبه، التي تسمح فيها السلطات المصرية بهذا الاحتفاء الشعبي بالرئيس نجيب الذي خضع منذ عزله للإقامة الجبرية في بيت قديم معزول قريب من ضاحية المرج بمحافظة القليوبية، على مسافة عدة كيلو مترات شرق القاهرة، ثم نقل عام 1982 إلى شقة متواضعة ظل فيها حتى وافته المنية بعد عامين، حيث شيع في جنازة رسمية حضرها الرئيس حسني مبارك.
[url=][/url]
ويعتبر مراقبون في القاهرة أن هذا الاحتفاء من توابع الجدل المثار حاليا بشأن مسلسل "الملك فاروق" الذي عرض في شهر رمضان الماضي، وتعيده حاليا بعض القنوات المصرية.
وكان اللواء محمد نجيب أول رئيس لمصر بعد إنهاء النظام الملكي، وقاد حركة الإطاحة بآخر ملوك أسرة محمد علي "فاروق الأول" في 23 يوليو 1952، وكان صاحب الأمر الذي وقع الملك فاروق بمقتضاه على وثيقة التنازل عن عرش مصر.
وضمت مقتنيات المتحف هذه الوثيقة التي كتبها الملك فاروق بخط يده ووضع عليها توقيعه مرتين، بسبب حالة الاضطراب التي عاشها وقتها، وهو ما جعل يده ترتعش أثناء إمساكه بالقلم ليكتب آخر أمر ملكي في تاريخ مصر يوم 26 يوليو 1952 قبيل ساعات قليلة من مغادرته مصر لآخر مرة.
</IMG>[url=]راديو وتليفون وعصا وحزام الحج[/url]
ويحتوي المتحف أيضا على جهاز الراديو الخاص بنجيب، وبدلته العسكرية وتليفونه وعصاه وملابس النوم وحزام الحج وكاميرا فيديو، والمصحف الذي كان دائم القراءة فيه أيام الوحدة والنسيان، ومجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية له أثناء العامين اللذين تولى فيهما الحكم قبل قرار الإعفاء من الرئاسة في نوفمبر 1954. وفيه صوره مع ملوك ورؤوساء عرب مثل ملك السعودية الأسبق سعود بن عبد العزيز، وملك ليبيا السابق إدريس السنوسي، والرئيس اللبناني الأسبق كميل شمعون.
وضمن مقتنياته شهادة المرحلة الابتدائية التي حصل عليها عام 1914 من "الحكومة الخديوية المصرية" في نهاية عصر الخديوي عباس حلمي الثاني (1892 -1914) وشهادة منحه رتبة ملازم ثان من "السلطنة المصرية" عام 1918 ثم شهادة بترقيته إلى رتبة يوزباشي (نقيب) من "المملكة المصرية" عام 1931.
افتتح المتحف اللواء جمال حماد، وهو أحد القلائل الذين لايزالون أحياء من أعضاء مجلس قيادة الثورة، وهي المرة الأولى منذ 53 عاما التي يسمح فيها بإخراج سيرته من غياهب النسيان منذ أن عزله زملاؤه من رئاسة الجمهورية.
فقد قضى نجيب 30 عاما من سنوات النفي والعزلة والإقامة الجبرية وحيدا في بيت على طريق زراعي معزول قريب من ضاحية المرج بمحافظة القليوبية، وحيدا بين جدران بالية، مستأنسا بمواء القطط ونباح 300 كلب قام بتربيتهم ليتسلى بهم على الظروف القاسية.
</IMG>[url=]كاتب بيان الثورة ينصف "نجيب"[/url]
وكشف اللواء حماد لـ"العربية.نت" أن كل ما قيل عن نجيب ودوره الرمزي في الثورة، أكاذيب وادعاءات، الهدف منها النيل منه لصالح آخرين، وهو ما حدث بالفعل على مدار كل تلك العقود.
ويُعرف حماد بأنه مؤرخ أحداث الثورة، وهو الذي قام بكتابة بيانها الأول الذي أعلنه من الإذاعة المصرية وقتها المقدم أنور السادات.
حضر افتتاح متحف محمد نجيب مجموعة قليلة من السياسيين ونخبة كبيرة من رجال الإعلام احتفاء بأول رئيس لجمهورية مصر شطب اسمه من التاريخ مع سبق الإصرار والترصد.
بينما اقتصرت النخبة السياسية التي حضرت الافتتاح على د. عصمت عبد المجيد (الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية)، واللواء جمال حماد، والسفير سامي رياض، بالإضافة إلى الصحفي وائل الابراشي رئيس تحرير صحيفة "صوت الأمة" والسباح العالمي عبد اللطيف أبو هيف عابر المانش والذي كرمه محمد نجيب بنفسه في الخمسينيات من القرن الماضي بالإضافة إلى عشرات من الناس العاديين.
ويحتوي المتحف بين جنباته العشرات من الصور النادرة والوثائق الخاصة بمحمد نجيب والتي كان من الصعوبة الوصول إليها كما يقول د.عبد السلام رجب رئيس مجلس إدارة القرية الفرعونية.
ويضيف لـ"العربية.نت": الوصول إلى عائلة محمد نجيب كان أمرا شديد الصعوبة بالنسبة لنا، وهو ما جعلنا نتأخر كثيرا في تنظيم هذا المتحف. الرئيس نجيب كان على علاقة مباشرة بوالدي رحمه الله د.حسن رجب، والذي كان الشاهد الأول على العديد من الأحداث أيام قيام الثورة ومن قبلها مثل حرب 48 والتي خدم فيها مع اللواء محمد نجيب حيث كان كبير مهندسي الجيش وقتها.
يواصل عبدالسلام رجب "حكي لي والدي الكثير عن علاقته الخاصة بنجيب، وكيف كان شخصا محبوبا جدا في الجيش، وله هيبة واحترام كبيران، فضلا عن وطنيته ودوره الأول والرئيس في قيام الثورة، ولقد كان متعاطفا جدا معه بعد الغدر الذي حدث معه واعتقاله ومن ثم نفيه وتحديد إقامته لمدة ثلاثين عاما تحت الإقامة الجبرية".
</IMG>[url=]لم يبق من عائلته سوى حفيده[/url]
والمفارقة أنه لم يبق من عائلة نجيب من يحمل اسمه سوى حفيده محمد يوسف محمد نجيب (26 عاما) الوحيد الباقي على قيد الحياة من العائلة. وعندما تحدثت إليه "العربية.نت" لم يتمالك نفسه من البكاء أثناء الحديث عن جده ومدى الظلم الذي تعرض له، وهو ما جعل الحضور يصفقون له كثيرا أثناء إلقاء كلمته في المؤتمر الصحفي لافتتاح المتحف.
يقول الحفيد لـ"العربية.نت": لم استطع أن اتمالك نفسي إزاء هذا الجد الشامخ والذي فعل الكثير لأجل مصر لكن التاريخ خانه، وأصدقاؤه زجوا به إلى المنفى الإجباري الذي كان يموت به يوميا آلاف المرات كما أخبرني أبي يوسف رحمه الله، وكان دوما يردد سؤالا واحدا: "لماذا فعلوا بي ذلك؟.. ولا يجد الإجابة أبدا.
ويضيف قائلا: "كان والدي وأخواه (على وفاروق) يعانون بشدة من عدم ذكر والدي ابدا عند الحديث عن ثورة يوليو، حتى نحن كأحفاد لم نكن ندري لماذا خلت كتبنا الدراسية من سيرة جدي، ولماذا اصبح نكرة في التاريخ والحياة العامة السياسية والاجتماعية. عشنا ظروفا صعبة للغاية على كل المستويات الاجتماعية والاقتصادية والمادية لكونه جدنا.
ويرى الحفيد أن إقامة هذا المتحف ليس مجرد رد اعتبار لقائد عسكري فعل الكثير وتحمل مسؤولية ثورة، فلو قدر لها الفشل، لكان هو أول من ستعلق رقبته في حبل المشنقة.
ويضيف قائلا: ظل جدي ممنوعا من الخروج في بادئ الأمر، لا يزوره احد بما في ذلك أقاربه وإخوانه، وعندما سمح بالزيارة لاحقا كان في وجود ضابط مخابرات. وأثناء العدوان الثلاثي على مصر تم نقله إلى منفى آخر في سوهاج بعد أن سرت شائعة مفادها أن الإنكليز يخططون لإعادة نجيب إلى السلطة بعد هزيمة عبد الناصر، واضرب وقتها عن الطعام احتجاجا على سوء المعاملة التي تلقاها كما ذكر في مذكراته الشخصية، ولم يتم إعادته إلى المرج إلا بعد انتهاء الحرب.
</IMG>[url=]شعبية كبيرة وكاريزما[/url]
السفير رياض سامي مدير مكتب الرئيس نجيب أثناء وجوده في منصبه قال لـ"العربية.نت": نجيب كان قائد جيش من طراز فريد، ويحظى بشعبية كبيرة فيه، ذو كاريزما عالية ولم يختلف عليه اثنان. كما انه كان قائدا حازما يحظى بحب واحترام الجميع خاصة على النطاق العسكري، وإلا ما كان نجح في أن يتولى رئاسة نادي الضباط الذي مهد كثيرا لقيام الثورة من خلال التفاف الضباط من حوله.
ويفجر سامي مفاجأة من العيار الثقيل "أقول الآن وهي شهادة للتاريخ وأمام الله قبل كل شيء أن حرب 48 لم يكن بها طلقة رصاص فاسدة، وان قضية الأسلحة الفاسدة قضية (فشنك). لقد خدمت في هذه الحرب مدة عام ونصف وكل ما قيل في هذا الأمر من كون الأسلحة فاسدة هو اختلاق لا أساس له من الصحة، ووراءه الكاتب الراحل إحسان عبد القدوس الذي كان يعمل لزعزعة الثقة في النظام الملكي".